المسلمون في أستراليا يحتفلون بالمولد النبوي الشريف باحتفال هو الأول على صعيد أستراليا

الجالية الاسلامية في أستراليا تحتفل بالمولد النبوي الشريف

باحتفال رسمي ومهرجان ضخم

عمت الاحتفالات ارجاء المعمورة والعالم الاسلامي لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف حيث يحتفل المسلمون بهذا اليوم العظيم شكرا لله عزوجل على بروز هذا النبي العظيم الذي دعا الى توحيد الله وترك عبادة الاصنام وارسى بناء حضارة عريقة قوامها العلم والايمان والدعوة الى الصلاح وبناء مجتمع انساني متحضر ينبذ العنف والجهل بكافة أشكاله ورفع من مقام المرأة وشرّفها بعد أن كانت توأد وهي حية .

وفي أستراليا احتفلت الجالية الاسلامية بهذه المناسبة ، باحتفال رسمي ومهرجان انشادي ضخم ، يُعد أكبر وأضخم الاحتفالات الاسلامية من هذا النوع على صعيد استراليا كلها ، شارك فيه اكثر من مائة وخمسون 150 منشد ومنشدة من جاليات مختلفة وجنسيات متعددة ومن مختلف الاعمار ، أنشدوا الاناشيد والتواشيح الاسلامية والقصائد في مدح الرسول محمد وتعداد مزاياه واخلاقه وصفاته الحميدة وسيرة مولده ومبعثه الشريف  ، كل ذلك في جو انشادي متميز واداء رائع متعدد اللغات واللهجات تنوعت بين : الانكليزية والتركية ، البوسينة و اللبنانية ، السودانية ، الباكستانية والافريقية ومن بلاد نيوزيلندا وماليزيا واندونيسيا والهند وتركمانستان ( الايغور ) وعلى وقع أنغام موسيقية تراثية تارة وشبابية تارة اخرى جمعت بين الماضي والحاضر تماشيا مع متطلبات الجيل الشبابي الذي يُواكب التطور في عالم الموسيقى والايقاعات الغربية .

على الصعيد الرسمي فقد كان الحضور كثيفا ومميزا ما اضفى على الحفل اهمية رسمية وشعبية في انٍ معاَ ،  فقد حرص رئيس الوزراء الاسترالي على ارسال رسالة تهنئة للجالية الاسلامية في استراليا لمناسبة المولد من خلال هذا المهرجان الضخم الذي تقيمه سنويا دار الفتوى الاسترالية ويحضره الالاف من الاستراليين من ابناء الجالية ، وقد تلاها ممثله النائب الفدرالي ديفيد كولمان امام الحاضرين في حفل الافتتاح الرسمي الذي تميّز ايضا بحضور وفود رسمية رفيعة المستوى من  اندونيسيا وماليزيا قدموا خصصا للمشاركة في هذا المهرجان ، فقد ضم الوفد الاندونيسي : البرفسور الدكتور احمد هاشم موزادي مستشار رئيس الجمهورية في اندونيسيا للشئون الدينية الرئيس السابق لجمعية نهضة العلماء على رأس وفد من المستشارين واساتذة الجامعات ورؤساء المعاهد الاندونيسية . اما الوفد الماليزي  فقد ضم : الامير ناصر ابن ابراهيم سلطان ولاية بهانج بالاضافة الى مفتي ولاية باهانج الماليزية الدكتور الشيخ عبد الرحمن ابن حاج عثمان على رأس وفد كبير من ماليزيا .

الى جانب ذلك  ايضا شارك ممثلون عن الحكومة الاسترالية والمعارضة الفدرالية وممثلون عن رئيس وزراء حكومة نيو ساوث ويلز ورئيس المعارضة ونواب محلييون واعضاء في مجلس الشيوخ فضلا عن عدد كبير من السفراء والقناصل العامون واعضاء السلك الدبلوماسي في كانبرا وسدني وغيرها من الولايات الاسترالية الاخرى  ، كما شارك ايضا عدد كبير من رؤساء وممثلي الجمعيات والاحزاب الوطنية والفلسطينية والمؤسسات الاجتماعية والاهلية والثقافية والاكاديمية والاعلامية والشبابية والكشفية والرياضية والنسائية ورجال دين وعلماء من مختلف الجاليات والاثنيات العرقية .

وقد رجّح المراقبون عدد الحضور الذين غصت بهم مدرجات وارجاء ملاعب المركز الرياضي في هومبوش ( حيث أقيمت الالعاب الاولومبية عام 2000 في سدني ) الى خمسة ألاف متفرج ( 5000 ) حتى قال بعضهم اكثر من ذلك ، الأمر الذي صنّفه هؤلاء المراقبون بأنه الأكبر والأضخم بهذه المناسبة على صعيد استراليا ، يأتي ذلك في ظل تنامي الهجمة المعادية للاسلام والمسلمين من قبل بعض الاحزاب الأسترالية اليمينية في حين ركّز المتكلمون في الافتتاح الرسمي على الاعتدال والتسامح والعيش الحسن ونبذ الارهاب والتطرف والعنف البغيض ، والعمل جميعا مسلمين وغير مسلمين لتحصين مجتمعنا الاسترالي خاصة من مخاطر الجماعات المتطرفة والافكار الهدامة التي تدعو الى العنف وسفك الدماء والى إلغاء الاخر ، مؤكدين على اهمية التمسك بأخلاق وتعاليم صاحب الذكرى الرسول محمد .

من جهته صاحب الدعوة أمين عام دار الفتوى الاسترالية الدكتور الشيخ سليم علوان الحسيني أكد أمام الحاضرين على المُضي قُدما في نشر التعاليم الاسلامية السمحة الصافية من تلك الافكار وعلى نشر الاعتدال والتسامح والتحلي بالاخلاق المحمدية الحميدة وتحصين الشباب بالعلوم الاسلامية الصافية  وبالاعتدال والتعايش الحسن  .